(( نصائح قبل البدئ في إنشاء قصيدة )
دائما ما تكون أجواء كتابة القصيدة مميزة .. فإمّـا أن تكون مشاعر الحزن قد طغت على مشاعر الفرح ، أو العكس .. فتلجأ للكتابة .
حتى وإن لم تكن شاعرا .. لا بد أنك في يوم قد حاولت أن تكتب الشعر .. فكل إنسان في داخله شاعر
من خلال خبرتي البسيطة ، جمعت بعض النصائح علها تفيدك في مشروع قصيدتك القادم :-
أولا- الفكرة :
قبل أن الشروع في كتابة القصيدة ، يجب أن تكون لديك فكرة معينة وتريد الوصول إليها أو التعبير عنها ، والأفضل أن تكتب هذه الفكرة على ورقة ، وكذلك تكتب بعض النقاط التي تود أن تثيرها وتنقلها من الفكرة إلى النص .. يعني حاول تسوي سيناريو لمشهد معين ترسمه في بالك و عيش وقائع اللي ترسمه و خله يكون حوار بينك و بين شخص معين او خطاب منك لناس جالسين معاك ..
ثانيا- الجو :
حاول أن تهيئ الجو المناسب الذي تعوّدت على الكتابة فيه..حيث يختلف المزاج من شخص لشخص ..و لكل واحد جوه الخاص به .
ثالثا- الخيال:
تأمل في الفكرة جيدا قبل أن تبدأ في الكتابة ، وطلق العنان لخيالك أن يجوب فكرة القصيدة ، فهو بذلك يبرز لك بعض الارتباطات بين الفكرة والخيال ، ويعبث بأبعاد النص اللغوي .
رابعا - أول بيت :
أ-لاتفكرفي الوزن بل تجاهله مؤقتا .. فكر فقط في المعنى الذي تريد أن تقوله .. أعد التفكير مرتين وثلاث في موضوع القصيدة .. تماما وكأنك تشرح لشخص يجلس أمامك
ب- ابدأ بوضع لحن معيّن تعتقد بأن المعنى الذي أردت قوله توافق يتوافق معه .. أي بمعنى آخر القصيدة نفسها تحدّد بحرها بنفسها .. فلا تقل لنفسك أريد الكتابة على بحر الهلالي مثلاً .. خصوصاً في البداية بل تغن بالكلمات التي تحس أنها تبحث مافي نفسك على أي بحر كانت ثم أكمل بعد ذلك .
جـ - إبحث عن القافية التي تحس أنها تتناغم مع البحر الذي تريدة أو الذي بدأته بالفعل .. مثلاً .. لنفرض أنك وضعت بيتاً على (المسحوب )وكانت قافيته الأولى بكلمة(منال)) وقلت فيما معناه .. بأن الوصول إليك صعب المنال .. وتريد أن تقول أيضاً أنك رغم ذلك حاولت فقلت في الشطر الأول من البيت الأول ( وصلك حبيبي صار صعب المنال ) .. تبحث عن كلمة القافية ولدينا منها الكثير مثل : محال .. وصال .. وقال .. الخ ؛ مثلا لنأخذ كلمة ( محال ) .. فأنت الآن يجب ان تربط هذه الكلمة بالكلام الذي تريد أن تقوله ، فتحاول ربطها بمعنى كأن تقول ( حاولت .. لكن كان هذا محال ) ..
أو كلمة مثل ( ليال ) .. فتقول ( حاولت أجي يمك بسود الليال )، وهكذا تمد الجسور بين القافية والمعنى ، حتى تختم القصيدة .
خامسا - الترتيب :
حاول أن تجعل المعاني متقاربة ولا تبتعد كثيراً فكل بيت يكمل البيت الذي قبله ، أو يبدأ معنى جديد له علاقة بمعنى البيت الذي قبلة ، المهم أن يخدم جو القصيدة .
سادساً - بعد الانتهاء :
حاول إقامتها مرة أخرى على الميزان ثم اللّحن حتى تتأكد من سلامتها .
تــــــذكـــر :-
الحرف الذي لاينطق لا يكتب ولا يوزن .
حروف العلة سواكن .
إقامة القصيدة على لحن تجيده تفيدك كثيراً في الحكم المبدأي على أي قصيدة .
**********
كيف تنظم قصيدة؟؟
قد يتساءل البعض حين يقرأ قصيدة ما .. هل هذه القصيدة موّزونة أم لا ؟
وحين يكتب أحدنا مشروع قصيدة .. فإن الجواب على هذا السؤال يكون أهم !
ترد إلى ذهن الكاتب المبتدئ والهاوي ، أسئلة كثيرة ..
هل هذه القصيدة مكسورة .. أم لا ؟
وماهي البحور والألحان التي يتحدثون عنها في الشعر ؟
وكم عددها ؟
قد أستطيع أن أجيب على بعضها في هذه المشاركة ..
- نحن نتحدث عن الشعر النبطي -
الحقيقة لا يوجد عدد محدد لبحور الشعر .. ولا حصر لها .. ولكن ثمة بحور تستخدم بكثرة وهي المشهورة في أيامنا هذه.
سأعرض عليك بعضا من البحور السائدة :-
1- بحر المسحوب : وهو أكثر البحور استخداما في أيامنا ، وذلك بسبب خفته وسهولة تفاعيلة وسلاسته ؛ مثال (أنا حبيبي بسمته تخجل الضيّ .. يكسف سنا بدر الدجى من جبينه )
2- بحر الصَخَرِي : وقد سميّ بهذا الاسم نسبة لقبيلة بني صخر ، والمعروف عن هذا البحر أنه ذو نبرة حزينة ؛ مثال ( غريب الدار ومناي التسلي .. أسلي خاطري عن حب خلي )
3- بحر الهجيني : وهو بحر مشهور جدا ويعد من أكثر البحور استخداما بعد المسحوب في الخليج ، ويتميز بأنه سهل النظم سريع لايقاع ويقال بأنه سمي بهذا الاسم لعلاقة بين إيقاعه وطريقة سير الهجن أو الجمال ، مثال ( قصيدتي لاغدى ضييّ .. شحيح وارتبكت ايديني ..وتعثرت بي خطاويي .. ولا عاد رايي يقديني .. وصرت أطلب الصاحب يعيي .. ماغير بعدين بعديني .. وتنكرولي بني خيي .. واستسهلوني معاديني .. والموت ماعاد متهيي .. والعمر ماعاد يمديني .. تكفين لا يابعد حيي .. ظلي معي لاتهديني )
4- بحر الحداء : وينطق الحدا .. وهو بحر قصير الفقرات سريع النغمات قليل الأبيات .. مثال ( يا بو هلال ليتك تشوف .. حطوني العسكر نظام .. يقودني مثل الخروف .. العسكري ولد الحرام )
5- العرضه : وهو لون جماعي حماسي يغنى بمجموعات ، وقد سمي بالحربي .. مثال : والله ياللي منتوي حربنا مايليق .. واللي زبنا ننثني دونه وعينه ماتنام .. واللي قعد عن لابته لاتجعلونه رفيق .. خله مع الخفرات خدامٍ لسمر اللثام )
كذلك يوجد : السامري ، والهلالي ، والمربوع ، والقلطات .. ؛ والحقيقة بأنني لا أعرف عن هذه البحور الكثير ..
المربوع :
وحسب معلوماتي البسيطة .. المربوع أو المربوعة هي مسمى لقصيدة شعرية تكتب على نسق معين
وهي أن يتكون البيت الواحد من أربع شطرات تتفق الشطرات الثلاثة الأولى في قافيتها .. ويتميز الشطر الرابع بقافية مغايرة .. وتكون جميع الشطر على وزن واحد
وفي كل بيت تتغير قافية الشطرات الثلاث عن البيت السابق له .. وتبقى قافية البيت الرابع موحدة في جميع الابيات
ويجوز تكرار قافية الأبيات إذا كانت القصيدة طويلة
وقد دأب شعراء الخليج على كتابة المربوعة مع فارق بسيط وهو أن قافية البيت الثالث هي الثابتة
كما نرى في المثال التالي :
أول تجيني يوم قلبك يبيني
لو بآخر الدنيا بشوقك تجيني
واليوم حطيت المسافة معاذير
والمسألة قلبك وشوقك نسيني
للكاتب : جريح نجد
¶¶¶ ¶¶¶ ¶¶¶ ¶¶¶
واضع علم العروض من هو؟
الخليل بن أحمد الفراهيدي عالم عظيم، في اللغة، والنحو، والصرف، والموسيقا، وغيرها من العلوم، فقد وهب نفسه للعلم، وزهد في هذه الدنيا.
دخل مرة سوق النّحّاسين في البصرة، وسمع النحّاسين يطرقون أوانيهم النحاسيّة طرقات فيها أنغام محسوبة محدَّدة، فقال في نفسه:
(هل يُعْقَلُ أن يكون لأصحاب هذه الصِّناعة "أي النحّاسين" أنغام وأوزان، وهم أميّون أو شبه أميّين، ولا يكون للشعراء في أشعارهم أنغام وأوزان محدَّدة؟).
وأكبَّ على دراسة الشعر العربي، وحصر أنغامه في خمسة عشر وزناً سمّاها بحور الشعر، وسُمِّي هذا العلم باسم (علم العروض) الذي لا يستغني عنه شاعر ولا ناقد، وكان الفراهيدي هو الذي اخترع هذا العلم كاملاً، والذين جاؤوا بعده أضافوا إلى هذا العلـم
إضافات طفيفة.
بقي أن نعلم أن الخليل ولد في البصرة عام مئة للهجرة، وتوفّي فيها عام مئة وسبعين للهجرة.
تعريف علم العروض:
يعرف علم العروض بأنه علم بمعرفة أوزان الشعر العربي، أو هو علم أوزان الشعر الموافق أشعار العرب، التي اشتهرت عنهم وصحت بالرواية من الطرق الموثوق بها، وبهذا العلم يعرف المستقيم والمنكسر من أشعار العرب والصحيح من السقيم، والمعتل من السليم.
الكتابة العروضية:
الكتابة ألوان مختلفة، واصطلاحات خاصة، فالرموز التي تستخدم فيها تختلف من علم إلى آخر، فالقرآن الكريم له خطه المتوارث، والعروض كذلك له خطه الخاص به، وكلا الرسمين رسم المصحف ورسم العروض يخالف الرسم الإملائي المعهود وبصفة عامة فإن أساس الكتابة العروضية كل ما ينطق يكتب وما لا ينطق لا يكتب.
أجزاء البيت:
ينقسم البيت الشعري إلى قسمين متساويين من حيث الموسيقا ويسمى كل قسم منهما بشطر البيت، كما يسمى أيضًا بالمصراع ويسمى الأول منهما صدرا والثاني عجزا. ولما كانت التفعيلة الأخيرة من الشطر الأول لها أهميتها سميت "العروض" كما سميت التفعيلة الأخيرة من الشطر الثاني "الضرب" وما عدا العروض والضرب من أجزاء البيت يسمى حشوا.
بحور الشعر:
بحور الشعر ستة عشر بحرًا وهي: الطويل، المديد، البسيط، الوافر، الكامل، الهزج، الرجز، السريع، المنسرح، الخفيف، المضارع، المقتضب، المجتث، المتقارب، المتدارك نتناولها كالتالي:
(1) الطويل
من بحور الشعر المستعملة "الطويل" وقد سمي بذلك لأنه أتم البحور استعمالا، أو لأنه أكثر البحور حروفا، ولا مشارك له في هذا. وأصل تفاعيله: فعولن مفاعيلن، أربع مرات، ولا يستعمل إلا تاما.
(2) المديد
وأصل تفاعيله: فاعلاتن فاعلن، أربع مرات.
(3) البسيط
وأصل تفاعيله: مستفعلن فاعلن، أربع مرات.
(4) الوافر
وأصل تفاعيله: مفاعلتن، ست مرات.
(5) الكامل
وأصل تفاعيله: متفاعلن، ست مرات.
(6) الهزج وأصل تفاعيله: مفاعيلن، ست مرات.
(7) الرجز
وأصل تفاعيله: مستفعلن، ست مرات.
(
الرمل
وأصل تفاعيله: فاعلاتن؛ ست مرات.
(9) السريع
وأصل تفاعيله: مستفعلن مستفعلن مفعولات، مرتين
(10) المنسرح
وأصل تفاعيله: مستفعلن مفعولات مستفعلن، مرتين.
(11) الخفيف
وأصل تفاعيله: فاعلاتن، مستفع لن، فاعلاتن، مرتين.
(12) المضارع وأصل تفاعيله: مفاعيلن ، فاع لاتن، مفاعيلن، مرتين.
(13) المقتضب
وأصل تفاعيله: مفعولات؛ مستفعلن، مستفعلن، مرتين.
(14) المجتث وأصل تفاعيله: مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن، مرتين.
(15) المتقارب
وأصل تفاعيله: فعولن، ثماني مرات.
(16) المتدارك وأصل تفاعيله : فاعلن، ثماني مرات.
¶¶¶ ¶¶¶ ¶¶¶ ¶¶¶
الشعر الشعبي مستنبط من العروض
حاولت أن أبحث في بطون الكتب عن تبدل العربية الى العامية في جزيرة العرب ومتى طرأ هذا التطور لأنه على مايظهر تدريجي حيث كان الأدب العربي الفصيح قد
انتقل من البادية العربية الصريحة على ايدي الرواة والرواد الذين أولعوا بتدوين اللغة العربية وآدابها من الأعراب في القرنين الثاني والثالث الى المدن
وبطون خزائن الكتب وحفظة القرآن وتفاسيره ودراساته من التغيرالكثير والتبديل الواسع ولكنه في البادية تطور بحكم التطور الطبيعي الى لغة أخرى إن
جازالتعبير ممسوخة مشوهة عن الأصل ولكنها محتفظة بكل عناصر أمها القديمة لأنها لم تتطور طفرة واحدة بل بتدرج ونضوج مما أكسبها جميع صفات أصلها ولم تدخل
تطورها العجمة التى أسرعت الى ألسنة أهل السواد والمدن فعجلت بتبديل لهجاتها العامية سريعاً وألبستها الفاظاً لاتوجد في لغة البادية إلا النزر اليسير
منها فالشعر العامي النجدي توجد فيه جميع العناصر والمميزات التي كانت موجودة في الشعر الجاهلي من بلاغة وإيجاز وسرعة خاطر ودقة وصف واتحاد موضوع,
ومن علامات هذا التطور على مايظهر أنه تدريجي وأولى الأمارات على ذلك أن كف الرواة الذين يرحلون الى البادية لكتابة مفرداتها عن أهلها الفصحاء ولا أعلم
هل كان ذلك بسبب ضعف روح البحث العلمي لدى الرواة المتأخرين ام لاكتفائهم بما دوّنه المتقدمون أم ان اللغة العربية في البادية فسدت ولم تعد صالحة لأن
يؤخذ عنها شيء على ان أقدم ماوصل الينا من الشعر العامي في نجد هو أشعار بني هلال وما أورده لهم ابن خلدون في مقدمته من أشعار لاتختلف عما هي عليه الآن
أشعار اهل نجد وإذا كانت اشعار بني هلال الواردة في قصصهم شبه الخيالية لاتخلو من تحريف وزيادات ونقص من القصّاص والرواة الذين ليسوا من البادية ولامن أهل
نجد ولا تصلح أن تحط مرجعاً من مراجع البحث والتدقيق فإن لبني هلال أشعارا تروي قصصهم القصيدة التي تتناقل في نجد وبلاد فارس حيث يقيم أعمامهم ابناء بني
عقيل وبعض من بقاياهم ومن ذلك مايروونه لعليا حبيبة ابي زيد الهلالي من قصيدة ارسلتها إليه من نجد وهو في المغرب يقاتل البربر ومنها:
قولوا لاإبازيد ترى الوادي امتلا
وكل شعيب من مغانيه سايل
قولوا لا إبازيد ان بغاني بغيته
وإن دور البدلا لقينا البدايل
والله لولا البحر بيني وبينه
جيته على وضحا من الهجن حايل
ابا زيد تنساني وتنسى جمايل
وتنسى جمايلي يانكور الجمايل
يبيعون ما باعوا ويشرون ماشروا
ولاغبت إلا بالنقا والحلايل
هذا الشعر قيل في القرن السابع الهجري وهو لايختلف عن أشعار هذا الزمن وفيه من البلاغة والانسجام مايعد في أعلى درجاته ولا ريبة عليه من الوضع أو
الانتحال, واسم هذا النوع من الشعر عند أهل نجد يدل على أنه قد اتاهم من العراق ومشارف الشام فهم يدعونه بالنبطي وشعر النبط وكانوا يطلقون اسم الأنباط على
فلاحي سواد العراق ولأن التحريف لحق باللغة العربية هناك قبل الجزيرة لكونها اعجمية الأصل وسرعان مااندمج الفاتحون العرب بالسكان فدخلت العجمة على الالسن
ولولا تدوين اللغة وقواعدها ووجود القرآن بين ظهرانيهم لأصبحت لهجات هذه البلاد اليوم رطانة لاتمت الى العربية بصلة إلا كما بينها وبين الحبشية مثلاً,
والشعر النبطي القديم اصيب بما أصيب به سلفه الجاهلي الفصيح من انتشار الأمية بين أهله واعتمادهم على الرواية والحفظ والذاكرة, وكان ادباء الحاضرة
يستهجنونه ويربؤون بأنفسهم أن يدونوه فضاع منه الشيء الكثير بل الأكثر ولولا مادوِّن منه في السنوات الأخيره لضاع كله ولم يصل الينا من أشعار القرون
الوسطى إلا النزر اليسير وأقدم من دوّن أشعارهم هم راشد الخلاوي، ابن لعبون، حميدان الشويعر وأبو حمزة العامري من أهل الأحساء وقطن بن قطن من أهل عمان
ورميزان وجبر بن سيار من أهل سدير في نجد وقد عاش هؤلاء في القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين وكانوا ينظمون الشعر النبطي على أوزان الشعر الفصيح
وتفاعيله وبحوره ولايقيمون الأعراب لفساد اللغة حتى أنهم يكسرون الفعل الماضي في بيوتهم المكسورة إلى أن نبغ الشاعر الغزلي الشهير محسن بن عثمان الهزاني
من الهزازنة امراء الحريق في جنوب نجد فأدخل الأوزان المسماة بالسامري ذات القافيتين فلكل شطر قافية الى آخر القصيدة وقد عم هذا النوع حتى تغلب على القصيد
القديم ونظم ايضاً المربوعات متخذاً فيها الجناس اللفظى ولقد كانت له يد في الأدب العربي وليتها لم تكن لأنه قلّد ادباء عصره في استعمال البديع وتزييف
الألفاظ ونسج الآخرون على منواله فأفسدوا روعة الشعر البسيط وسلامته وانسجامه وظهر التكلف على من نظموه وكذلك الشاعر ابن لعبون محمد ولد في حرمة في نجد
وتوفي بالكويت سنة 1547 هجرية وتلا ابن لعبون الهزاني ونسج على منواله وكان أكثر اطلاعاً على الأدب الفصيح فبالغ باستعمال الجناس والاستعارات البديعية ولم
تخل هذه القصائد من تكلف ظاهر وأدخل ابن لعبون أوزان التوقيع الغنائي على الطار وتسمى اليوم بالفنون أو اللعبونيات ومازال يتغنى بها في الخليج والأحساء
وخاتمة هؤلاء المبدعين هو عبدالله بن محمد الفرج الكويت وهو شاعر مجيد له شعر جيد في اللغة العربية الفصحى وكان على جانب كبير من العلم والأدب ويجيد كذلك
اللغة الهندية كأحد ابنائها لأنه نشأ هناك وتعلم الموسيقى والتصوير وبرع في الشعر ولسوء الحظ كان عصره سواء في الهند أو بلاد العرب عصر الانغماس في
الألفاظ البديعية وكانت النهضة الحديثة في بدء عهدها، فأكثر من البديع في الشعرالنبطي حتى كاد يفسده وله قصيدة يحاول فيهاان يجعل قواعد للشعر النبطي
مستنبطة من قواعد العروض والنحو والصرف مع أن متانة هذا الشعر وبلاغته عائدتان للبساطة وللأساليب النجدية والبدوية وقد ادخل الشاعر على الشعر النبطي
كثيراً من التجديد فأوجد أوزانا مقتبسة من الشعر الهندي وموشحات, ولإتقانه صناعات الموسيقى استخلص مزيجاً من الألحان الحضرمية المشوبة بألحان سودانية
ومزجها بالأنغام الهندية وغنى بها على العود والكمان وهذه هي الأنغام الكويتية المنتشرة في الخليج التي لاتزال الاذاعات ترددها الى الآن؟
وقد ظل الشعر النبطي حيناً من الدهر لاحافظ له إلا الصدور فداخله كثير من النقص والتحريف ولم يدوّن إلا في أواخر القرن الماضي,