يشكو كثير من الشباب من البطالة، وقلّة الفرص، وعدم وجود وظائف مناسبة!!؛ فيخلدون إلى الراحة والنوم والكسل، وترك العمل، ممّا يجعلهم عالة على أهليهم وعلى المجتمع، وبعضهم ربّما تجاوز الخامسة والعشرين من عمره وهو عاطل عن العمل، راكن إلى الخمول والكسل، ولهذا الصنف من الشباب أزجي هذه الوصايا لعلّها تكون سبباً في بعثهم على العمل والنشاط، وطرد الكسل.
• الوصية الأولى ـ وهي أمّ هذه الوصايا، وأسّها وأساسها ـ:
توكّل على الله ـ عزّ وجلّ ـ، قال تعالى: { ومن يتوكّل على الله فهو حسبه إنّ الله بالغ أمره.. } [الطلاق: 3]، وفي الحديث عند أحمد وغير بإسناد جيد: " لو أنكم تتوكلون على الله حقّ توكّله لرزقكم كما يرزق الطير؛ تغدو خماصاً، وتروح بطاناً ". وحقيقة التوكّل: تعلّق القلب بكليته بالله، وتفويض الأمور إليه، وعدم الالتفات إلى غيره كائناً من كان، مع بذل الأسباب المشروعة.
• الوصية الثانية:
نم مبكراً لتستيقظ مبكّراً، فإنّ أرزاق العباد تقسّم في أوّل النهار، لما رُوي في الحديث: " بورك لأمتي في بكورها"، وهذا الحديث وإن كان في إسناده ضعف، إلا أنّ معناه صحيح تشهد له نصوص الشريعة. وكثير من الشباب ينام متأخّراً، فلا يستيقظ إلا متأخّراً، وقد طارت الطيور بأرزاقها كما يقال. وإنّك لن تجد ناجحاً ينام بعد صلاة الفجر.
• الوصية الثالثة:
لا بدّ من التفكير والدراسة والتخطيط والاستشارة قبل الإقدام على أيّ عمل أو وظيفة، اختصاراً للوقت، وحفاظاً على الجهد والمال، وانتفاعاً بتجارب الآخرين وخبراتهم. وغالب الشباب تنقصهم الخبرة والدراية، مع غلبة الاندفاع والحماس، والنتيجة في الغالب هي التهوّر والخسارة.
• الوصيّة الرابعة:
عليك بالاستخارة الشرعية فهي من أعظم أسباب تقدير الأمور وتيسيرها ومباركتها، وحقيقتها تفويض الأمر كلّه لله سبحانه وتعالى، وطلب الخيرة منه. وهي إنّما تكون بعد التخطيط والاستشارة.
• الوصيّة الخامسة:
ارضَ بالقليل في بادىء الأمر، مع الجدّ والاجتهاد، والصبر والمصابرة والمثابرة، فإنّك لو تأمّلت سِيَر كبار التجّار والناجحين؛ لوجدت أنّ أكثرهم بدأ من الصفر، ورضي بأحقر الأعمال، حتى وصل إلى ما وصل إليه. وهذا الأمر هو الذي يعيق الكثير من شباب اليوم، فيحرمهم من التقدّم والنجاح، إيثاراً منهم للراحة والكسل!! ولن ينجح شاب ويحصل على ما يريد ما لم يذق مرارة البدايات وقسوتها، ويصبر على شدتها، حتى يترقّى في سلّم النجاح بجدّ واجتهاد وإخلاص.
• الوصية السادسة:
طوّر نفسك، باكتساب مهارات جديدة، ومعارف نافعة، تؤهّلك للترقّي في سلّم النجاح، ولا تقنع بالدون، فتراوح في مكانك سنين طويلة، ويسبقك من جاء بعدك.
• الوصيّة السابعة:
كن باراً بوالديك، واصلاً لرحمك، فإنّ ذلك من أعظم أسباب التوفيق والنجاح، وسعة الرزق، وطول العمر، والبركة فيه، فلا تجد بارّاً واصلاً إلا وهو موفّق مبارَك، والعكس صحيح.
• الوصيّة الثامنة:
اجتنب المعاصي والذنوب، فإنّها من أسباب حرمان الرزق، وقلّة التوفيق والبركة، وقد رُوي في الحديث: " إنّ الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ".
• الوصيّة التاسعة:
ابتعد عن الظلم والاعتداء على حقوق الآخرين، فإنّ دعوة المظلوم لا تردّ، وقد يدعو عليك بدعوة تحول بينك وبين التوفيق والنجاح طوال الحياة.
• الوصيّة العاشرة:
إيّاك والحسد، فإنّك لن تجد ناجحاً موفّقاً إلا وهو سليم القلب، محبّاً للخير لكلّ مسلم، وهذا لا يمنع من التنافس الشريف، للوصول إلى أفضل النتائج.
• الوصيّة الحادية عشرة:
استعن بالدعاء، فإنّ الأرزاق بيد الله ـ سبحانه ـ وهي لا تطلب إلا منه. ومن الأدعية المأثورة في ذلك: " اللهمّ اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمّن سواك "، ومنها: " اللهمّ إنّي أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ". ومنها ما ورد في أذكار الصباح: " اللهمّ إنّي أسألك علماً نافعاً، ورزقاً طيباً، وعملاً متقبّلاً ".
• الوصية الثانية عشرة والأخيرة:
احذر تجّار الوظائف، وسماسرة الأموال، الذين يعدونك بوظيفة مغرية مقابل أموال طائلة، يدفعونها ـ أو بعضها ـ رشاوي، أو يضعونها في جيوبهم اعتماداً على شفاعات ووساطات آثمة لبعض أقاربهم أو معارفهم، تكون على حساب الآخرين وحقوقهم، وقد جاء في الحديث عند أبي داود وغيره بسند حسن: " من شفع لأخيه شفاعة فأهدى له هدية فقبلها فقد أتى باباً عظيماً من الربا "، فكيف إذا كان هو الطالب المشترط؟ فلا خير في وظيفة تأتي من هذا الطريق، ولا بركة فيها، وليكن توكلّك على الله كما سبق في الوصية الأولى.
هذا ما تيسّر من الوصايا لمن أراد الحصول على عمل أو وظيفة مناسبة، أسأل الله ـ عزّ وجلّ ـ أن يوفّق الجميع لما يحبّ ويرضى، ويكفيهم بحلاله عن حرامه، ويغنيهم بفضله عمّن سواه.